التفاسير

< >
عرض

وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ
٢٩
-فصلت

تيسير التفسير

{ وقال الَّذين كَفَروا } وهم فى ذلك العذاب { ربَّنا أرنا اللَّذيْن أضلاَّنا مِن الجنِّ والإنْس } الفريقين اللذين أضلانا، أى حملانا بالتزيين على الضلال من الشرك والمعاصى، وهما فريق من الجن، وفريق من الانس، وقيل المراد شخصان لا فريقان، وهما ابليس وقابيل، وهما سببان فى الكفر والقتل، وبحث بأن قابيل موحد عاص لا مشرك، فكيف يكون تحت المشرك؟
الجواب: أن ذلك طلب من المشركين، اغتاظوا بمن سبب لهم فى ذلك كائنا من كان ولو موحدا، وليس ذلك اخبار من الله أنه يكون تحت المشرك، مع أنه يقرب جواز جعله تحته، لأنه شديد الجرم أول من فعل ذلك، وأهل الدنيا الى قيام الساعة جارون على القتل الصادر منه، وهو رئيس أهل الكبائر، وابليس رئيس أهل الشرك، والتفسير الأول أولى، طلبوا أن يريهم الله الكفرة المسببين لهم فى هذا العذاب الدائم بالمباشرة لهم على عهدهم.
{ نَجْعلهُما تَحْت أقْدامِنا } حيث كنَّا من النار، فيجتمع عليهم عذاب النار وعذاب الوطء بأرجلنا، وقيل: تحت طبقتنا فى النار من طبقة أخرى تحتها { لِيكُونا مِن الأسْفَلينَ } ذلا ومهانا على كونهما تحت الأقدام تحقيقا، ومكانا على أنهما فى طبقة أخرى تحت طبقتهم.