التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
٤١
-فصلت

تيسير التفسير

{ إنَّ الَّذين كَفَروا بالذِّكر } القرآن { لمَّا جاءهُم } وقت مجيئه، لم تمض مدة يتفكرون فيها، وخبر ان محذوف هو لما، وجوابها المحذوف أى أن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ذلك الذكر، فاجئوه بالكفر، ولا تكرير، بل المعنى أن كفرهم مفاجىء أو معاجل، أو أن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا، والحال أنه كتاب عزيز، فهو مقيد بما بعده، ما تقول: هذا الرجل رجل مبارك، أو الخبر قوله: " { لا يأتيه الباطل } " [فصلت: 42] والرابط محذوف أى لا يأتيه الباطل، أى لا يؤثر فيه باطلهم، أى لا يعطله، ولا يزيفه، أو الرابط أل نائبه عن هذا الضمير فى لفظ الباطل المقدر، أو الخبر قوله بعد: " { لا يأتيه الباطل } " [فصلت: 42] وفصل بقوله: " وإنه لكتابٌ عزيز" أو الخبر قوله ما يقال لك الخ، أى ما يقال لك فيهم، أو يقدر معاندون أو هالكون، قيل: أو يقدر لخالدون فى النار، يقدر بعد حميد، وقيل: " الخبر " { أولئك ينادون } " [فصلت: 44] وهو بعيد، ومن الغريب ما قيل: ان الجملة من " { إن الذين يلحدون } " [فصلت: 40] وخبرهما واحد هو لا يخفون علينا، وهذا أبعد أو أنه يخبر لها اذ كانت بدلا من الأولى.
{ وإنَّه لكتابٌ عَزيزٌ } عظيم الشأن كريم على الله تعالى، لا يوجد نظيره، أو غالب على اعتراض المعترضين،أو على الكتب بنسخها.