التفاسير

< >
عرض

وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ
٥١
-فصلت

تيسير التفسير

{ وإذا أنْعمنا على الانسان } الكافر أو الجنس، لأن الاعراض من الشكر وطول الدعاء للدنيا قد يصدر من الموحد، وليست أل للاستغراق، والمؤمن الموفى قد يصدر منه ذلك ويتوب { أعْرض } عن الشكر باهمال الطاعة، والوقوع فى المعصية، وباستعمال تلك النعمة فى المعصية { ونَأى بَجانِبِه } نهض أو ذهب بجانبه من بدنه، وهو عبارة عن التكبر والخيلاء، كما يكنى عنه بقولك: شمخ بأنفه، وثنى عطفه، وتولى بركنه، والجانب الجنب على حقيقته من البدن، ويجوز أن يراد به الجهة من المقام منزلة منزلة البدن، كقوله تعالى: " { ولمن خاف مقام ربه } " [الرحمن: 46] تعالى عن الجهة، كما يقول الكاتب إلى حضرة فلان، والى مجلسه، يريد الى فلان، وكأنه قيل: نأى بنفسه كناية عن التكبر والخيلاء، أو جانبه انحرافه كثنى عطفه مراد به انحرافه عن المقام لا ما مر { واذا مسَّه الشَّر فذُو } فهو ذو { دُعاءٍ } طلب لله فى إزالته { عَريضٍ } متسع استعارة من عرض الأجسام تبعية لجامع الأتساع، وذلك إشارة الى أن لدعائه طولا مجازا، وهو أزيد من العرض، وذمه الله بعرض الدعاء وطوله، لأنه مع الجزم بفقد ما فقد لا تضرع الى المنعم، كما ذمه بعدم الشكر والاشتعال بالنعمة عن الطاعة، وبالبطر بالنعمة، فهو ضعيف العقل ييأس ويقنط، وهو مع ذلك يدعو، والدعاء رجاء، أو هو فى هذا الدعاء العريض غير طامع، أو هو فى حال إياسه وقنوطه آيس وقانط أن ترجع اليه النعمة بدون شدة هذا الدعاء العريض، أوله أحوال تارة ييأس ويقنط، وتارة يدعو دعاء عريضاً، أو بعض ييأس ويقنط وبعض يدعو عريضا.