التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ
١٩
-الشورى

تيسير التفسير

{ اللهُ لطيفٌ بعِباده } ينعم عليهم من حيث لا يعلمون أنعاما كثيرة، وذلك فى البار والفاجر، إذ لم يهلكه بجوع لفجور إلا أن الكافر لم يشكر نعمة اللطف، ولا مانع من إسناد البر الى الله فى شأن الكافر خلافا لبعض، وفسر بعضهم لطفه بكثرة الاحسان، وبعض بالرفق، ومن التصوف أنه لطف بأوليائه فعرفوه، ولو لطف بأعدائه ما جحدوه، وقيل: اللطف مطلق الانعام بلا قيد خفاء، والاضافة للعموم وقيل المراد المؤمنون وبره بهم توفيقه، وادخالهم الجنة فالاضافة للتشريف.
{ يرزقُ من يَشَاء } هذا يناسب ارادة المؤمنين بالعبادة فالرزق رزق الجنة، أو المنافع الدينية من التوفيق وغيره، والأخروية وادخال الجنة والا فرزق الدنيا قد شاءه لكل أهل الدنيا من بر وفاجر، فهذا كقوله تعالى:
" { ليجزيهم الله أحسن ما عملوا } " [النور: 38] الى " { بغير حساب } " [النور: 38] وفى الحديث القدسى: " "إن من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وأن من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وان من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادى المؤمنين من يسألنى بابا من العبادة فأكفه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك إنى أدبر أمر عبادى بعلمى بقلوبهم أنى عليم خبير" وإن جعلنا الرزق على العموم للبر والفاجر، وكل ذى روح، فالمعنى يرزق ما يشاء لمن يشاء فيدخل أرزاق الدنيا للمؤمن والكافر وأرزاق الدين والآخرة للمؤمن وهو أنسب بقوله: { هُو القَويُّ } القادر على ما يشاء من رزق وعينك { العَزيزُ } لا يرد عما أراد.