التفاسير

< >
عرض

فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٣٦
-الشورى

تيسير التفسير

{ فَما أوتِيتُم } أيها الناس مصف، أو أيها المشركون، وما شرطية مفعول ثان لأوتيتم، ومن الغفلة أن تجعل موصولة مبتدأ، ويقدر أوتيتموه، قرن خبر بالفاء، لأنه ان كان العموم مرادا فالشرطية، أولى به، أو غير مراد فلا وجه لتنزيل الموصولة كالشرطية، ولقرن خبرها بالفاء إلا إن تكلفوا أن ذلك المخصوص فى الصلة لما أجمل وأبهم، نزلت به الموصولة منزلة الشرطية { مِن شيءٍ فمتاع } فهو متاع { الحياة الدنيا } أى شىء منها تمتعون به، ولا يلزم من كون ما فى قوله تعالى: { وما عِنْد الله خيرٌ وأبْقَى } اسما موصولا، كون ما فى " فما أوتيتم" موصولة، ولا يترجم لقيام المانع المذكور، والمراد خير فى نفسه لجودته وكثرته، ولبقائه زمانا لا ينقضى، فهو دائم { للَّذين آمنوا } متعلق بأبقى، أو خبر لمحذوف، أى هو للذين آمنوا { وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ } عطف على آمنوا، تصدق أبو بكر رضى الله عنه بمال اجتمع له كله، فلامه المسلمون فى عدم ترك بعضه لنفسه وأهله، والمشركون بأنه تصدق بماله كله فيما لا ينفعه فنزلت الآية.