التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ
٤٤
-الشورى

تيسير التفسير

{ ومَن يُضْلل اللهُ فمَا لَه مِن وليٍّ مِن بَعْده } أى من بعد ذلك الضلال، أو من بعد الله عز وجل، على حذف مضاف، أى من بعد خذلانه، وقيل: من بعد الخذلان المفهوم من يضلل، أو من بعد ذلك كله، والمراد بمن يضلل الظالم، أو العموم فيدخل الظالم بالأولى { وتَرى الظالمين } تراهم بعينك، فجملة القول بعد ذلك حال لجواز تعليق الرؤية البصرية بذات لاعتبارها مشاهدة وقوع بها، تقول: رأيته يضرب، ورأيته يتكلم، أو بمعنى تعلم، فالجملة مفعول ثان، والأول أولى كأنه قيل تشاهدهم يقولون { لمَّا رأوا العَذاب } إذا رأوه، والمضى لتحقق الوقوع { يقُولُون هَل إلى مَرد } أى إلى رد الدنيا، والمراد بالدنيا فى مثل هذا المقام الخروج عن النار إلى موضع يكلفون فيه، ويحتمل أن يريدوا نفس الدنيا الفانية { مِن سَبيلٍ } فنؤمن ونعمل صالحا فقط، والتنكير فى الموضعين للعموم لا للتعظيم، والمراد رد ما أى رد كان، وسبيل ما كذلك.