التفاسير

< >
عرض

أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٩
-الشورى

تيسير التفسير

{ أم اتَّخذوا مِن دُونِه أولياءَ } تقرير لنفى أن يكون للظالمين ولى أو نصير، وأم منقطعة بمعنى بل التى للاضراب الانتقالى، أو الجملة متصلة بقوله تعالى: " { والذين اتخذوا } " [الشورى: 6] الخ، وأم للإضراب الابطالى، أى دع الطمع فى ايمانهم، أليسوا الذين اتخذوا من دونه أولياء، وان قلنا: أم بمعنى بل والهمزة، فالهمزة لانكار لياقة اتخاذ الأولياء، من دونه، واستقباح ذلك الاتخاذ الواقع، أو لنفى وقوع الاتخاذ بأبلغ وجه، كأنه لاستحالة لياقته وظهور قبحه غير واقع، أو كأن اتخاذهم ليس من الاتخاذ فى شىء لظهور امتناعه { فالله هُو الولىُّ } لك يا محمد ولمن اتبعاك، تعليل لذلك الاضراب والانكار على تقدير نهى أن يتخذونها لأن الله الخ، أو جواب لمحذوف أى إن أرادوا وليا بحق، فالله هو الولى بحق، أو إن أرادوا وليا فالله هو الولى الذى ينفع فليتركوا غيره، أو يقدر أخطأوا فالله هو الولى، أى لأن الله وحده هو الولى الحقيق. { وهو يُحيي الموتَى } من شأنه احياؤها فى الدنيا والآخرة كما أحيا عزيراً وألوفا خرجوا من ديارهم، ومن لا يحييها لا يتخذ وليا معبودا { وهوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قديرْ } فكيف يتخذ ولياً معبودا من يقدر على بعض الأشياء فقط كالملائكة، وما لا يقدر على شىء ما كالشمس والصنم.