التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ
١٢
-الزخرف

تيسير التفسير

{ والَّذي خَلقَ الأَزواج كُلَّها } أى الأنواع كالحلو والحامض، الأبيض والأسود، والذكر والأنثى، والطويل والقصير، والضعيف والقوى، وتحت وفوق، ويمين وشمال، وماض ومستقبل، وجماد ونام، وعاقل وغير عاقل، والحركة والسكون، والموت والحياة، والممكنات كلها مادية أو مجردة ليست كالله تعالى فى أنه لا تركيب فيه عقلا، ولا خارجا، وكل ما سوى الله تعالى زوج، وهو وحده فرد، خلقها { وجَعَل لَكُم مِن الفُلْك والأنعام ما تركبُون } أى ما تركبونه، لا ما تركبون فيه تغليبا لركوب الأنعام، المتعدى بفى، كما قال الله عز تعالى: " { لتركبوها } " [النحل: 8] على ركوب الفلك المتعدى بنفسه، أو تغليبا للمخلوق للركوب، لكونه صنع الله عز وجل على المصنوع له، أو تغليبا للكثير على القليل، فان ركوب العرب السفن قليل، ولكثرة الحيوان المركوب كثرة ليس فى الملك.