التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ
٢٠
-الزخرف

تيسير التفسير

{ وقالُوا لو شاء الرحْمَن } لعلهم اختاروا لفظ الرحمن لزعمهم أنه تعالى وعز وجل أباح لهم عبادة الملائكة رحمة للملائكة، أو لهم ولهم، أو رحمة بهم { ما عَبَدناهُم } أى الملائكة، عطف على جعلوا الملائكة الخ أى عبادتنا للملائكة بمشيئة الله تعالى، إذ لو لم يشأ لم نعبدهم، بل يجبرنا على ترك عبادتها، أو يهلكنا اذ لم يرض عبادتها، فعبادتنا لهم واجبة أو حسنة أو أحسن جائزة، وذلك باطل، لأن خلق الطاعة والمعصية، وشاء المعصية كما شاء الطاعة، فلا يلزم من صدور المعصية منهم أنه أباحها، أو استحسنها أو أوجبها.
{ مالَهُم بذلك } الذى قالوه من أنه لو شاء الرحمن ما عبدناهم، أو ذلك وقولهم إن لله جزءا وان الملائكة إناث، وإنهم بنات الله سبحانه أو الاشارة الى هذا أو الى ما ذكروه من شأن المشيئة، وانما هو تقوية لرد قولهم إن لله جزءا الخ، والأول أولى، والباء متعلق بعلم ولو كان مصدرا للتوسع فى الظروف، ولأن هذا المصدر هنا ليس على معنى ان الفعل، والباء للإلصاق { مِن عِلمٍ } ما تمسكوا بعلم حقيق فى ذلك، بل بجهل مركب، فان المشيئة لا تقتضى رضى بشىء، ولا قبحا ولا نهيا بل تقتضى أنها ليست أمرا بمعصية، ولا نهيا عن طاعة { إن هُم إلا يخرصُون } يحزرون تحزيراً غير موافق الواقع، كما يقال: خرص العامل الثمار على النخل، ويطلق أيضا على الكذب.