التفاسير

< >
عرض

وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ
٢٣
-الزخرف

تيسير التفسير

{ وكذلك } مفعول مطلق لقال، أو متعلق به، وقدم على إلا وعلى حرف النفى التوسع فى الظروف، والأولى أنه خبر المحذوف، أى وكذلك شأن من قبلهم فى تقليد آبائهم، وهذا لكونه تأسيسا مذيل بقوله { ما أرسَلنا } الخ أولى من كون التقدير الامر كما ذكر من العجز عن الحجة، والتمسك بالتقليد، لأنه اعادة لما مضى، ولأنه بصورة تشبيه الشىء بنفسه، ولكونه تأسيسا، وما أرسلنا تذييلا لم يقرن أرسلنا بالواو { مِن قبْلك فى قريةٍ مِن نَذيرٍ } رسول، وكل نبى نذير، ولو لم يكن رسولا، لأن الانذار شأنه مع كل أحد كعلماء هذه الأمة وأتباعهم، لا يقرون أحدا على معصية، والمراد بالقرية ما يشمل المدينة.
{ إلا قال مُتْرفُوها } منعَّموها، أى منعمون فيها، أو منعمو أهلها أى المنعمون منهم، لأنهم يجدون الفراغ لذلك عن الاشتغال بما لهم، واتباع الناس لهم، ولحب البطر والبطالة.
{ إنَّا وجَدنا آباءنا على أمَّةٍ وإنَّا على آثارهم مُقتدونَ } هم على تقليد لا على حجة عقلية صحيحة ولا نقلية، وفى ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.