التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
٤
-الزخرف

تيسير التفسير

{ وإنَّه } أى الكتاب { في أُم الكتاب } اللوح المحفوظ، فانه أم الكتاب السماوية أى أصلها، وكلها منقولة عنه، فأل للجنس شامل للصحف، والتوراة والانجيل، والزبور والفرقان، فذلك كقوله تعالى: " { بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ } " [البروج: 21، 22] أو المراد ما يشمل ذلك، وصحف الأعمال، فانها مكتوبة فى اللوح، ومكتوبة خارجا أيضا، وقيل: أم الكتاب العلم الأزلى { لدَيْنا } عندنا خبر ثان أو حال من أم، أو بدل منه بدل اشتمال، بلا ضمير، وذلك أن بينهما ملابسة بغير الجزئية والكلية، أو حال من ضمير على، أو متعلق بعلى، ولا صدر للام التأكيد فى خبر ان ولو على أنها لام الابتداء لتأخرها عن محلها كقوله تعالى: " { إنَّ الإِنسان لربه لكنود * وإِنه على ذلك لشهيد * وإِنه لحب الخير لشديد } "[العاديات: 6 - 8] لا حال من على، وأصله أنه نعت، وقدم لأن الوصف لا ينعت وعلى خبر لأن محذوفة أى أنه لعلى دل عليه أنه واللام والصحيح أن على خبر، لأن المذكورة، ففى أم الكتاب حال من المستتر فى على أو متعلق بعلى.
{ لعلىٌّ } على الكتب، لأنه ينسخها، ولاشتماله على أسرار ليست فيها { حَكيمٌ } ذو حكم بالغة، أو محكم لا ينسخ، أو شديد الحكم على غيره من الكتب.