التفاسير

< >
عرض

أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ
٥
وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ
٦
-الزخرف

تيسير التفسير

{ أفَنضْرب عنْكُم الذِّكر } نبعده عنكم، كما يضرب البعير المريد للشرب من حوض لغير صاحبه ليذهب على الاستعارة التمثيلية، والذكر القرآن، أو الذكر بخير لا تذرون به، وحيث يذكر اصحابه، وعلى الأل يقدر مضاف، أى انزال الذكر فننزله على غيركم، والمضروب ما هو الأفضل فى الوجهين بخلاف ضرب البعير عن الحوض، والفاء عاطفة على محذوف، أى أنهملكم فنضرب { صفْحا } أى اعراضا فهو مفعول مطلق لنضرب لتضمن الضرب معنى الاعراض، وأصل الصفح أن تولى الشىء صفحة عنقك، أو ظرف مكان أى ننحيه عنكم جانباً.
{ أن كنْتُم قَوماً مُسْرفين } اسرافهم متحقق، وجىء بأن التى لغير التحقق، باعتبار ما يستقبل من إسرافهم على القول بأنها تقلب كان للاستقبال كغيرها من الأفعال، أو المعنى إن كنتم مصرين على الاسراف، أو لجعلهم كأنهم شاكون فى الاسراف قصدا الى نسبتهم للجهل بارتكاب الاسراف لتصويره بصورة ما، يفرض لوجوب انتفائه، وعدم صدوره ممن يعقل، وسلى الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، عن تكذيب قومه بقوله: { وكم أرسَلنا من نبى } مرسل كما قال:
" { وما يأتيهم من رسول } " [الحجر: 11] وكما نص عليه بقوله: { وكم أرسلنا } { في الأوَّلين } الأمم السالفة.