التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٢
-الدخان

تيسير التفسير

{ ولَقَد اخْتَرناهم } أى بنى اسرائيل { عَلى علمٍ } حال من نا، والمعنى عالمين بأنهم أهل لذلك، وذلك دفع لما يتوهم أنه اختارهم وليسوا أهلا للإختيار كالبعث والذهول والترجيح بلا مرجح، وفى معنى ذلك أن يقال: على علم بما يصدر منهم من العدل والاحسان، العلم والايمان، وقيل: على التعليل متعلق باخترنا، وقيل: بمعنى مع متعلق به أو بمحذوف حال، أى مع علم منا بما يفرط منهم فى بعض الأحوال { عَلى العَالمينَ } عالمى زمانهم، أو مطلقا إلا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته لقوله تعالى: " { كنتم خير أمة أخرجت للناس } " [آل عمران: 110] فأل للعهد أو للاستغراق العرفى، أو مطلقا باعتبار كثرة الأنبياء، أى لهم مزية من حيث كثرة أنبيائهم، لا من كل وجه، فهم لهم فضل على هذه الأمة بكثرة الأنبياء، ولهذه الأمة عليهم فضل بأفضل الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وبأنه رسول الى أنبيائهم، ومأخوذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا به، وفضل بأفضل الكتب وهو القرآن.
وقيل: خصصناهم بالايحاء الواقع عليهم دون سائر العالمين، وضعف، وعلى العالمين متعلق باخترنا، وعلى علم بمحذوف حال فلم يتحد متعلقها، أو الأولى بمعنى مع، أو التعليل بلم يتحد معناهما، أو الثانية بمعنى من فلم يتحد، فلم يتعلق حرفا لمعنى واحد بمتعلق واحد دون تبعية.