التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ
٥٠
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
٥١
-الدخان

تيسير التفسير

{ إنَّ هَذا } هذا العذاب أو حالكم هذا من البعث والجزاء { ما كُنتُم به تَمْترون } تمترون به، أى تشكون فيه، وهو مستأنف، أو من جملة القول المقدر والجمع،لأن المراد عموم الأثيم فى ذلك كله لا أبو جهل أو الوليد وحده.
{ إنَّ المتَّقين في مقامٍ } بضم الميم فى موضع اقامة، والمقيم ملازم للمقام بفتح الميم الذى أقام فيه، والمقام بفتحها موضع القيام، أى الثبات كقوله تعالى:
" { ما دمت عليه قائما } " [آل عمران: 75] كما قرىء بفتح الميم من قام الثلاثى فى المقام بالضم معنى الثبات، لأنه من أقام بالهمزة المبنى على قام بلا همزة { أمينٍ } يأمن صاحبه من كل ما يكره كالمرض والموت، والفقر والخروج، واسناد الأمن لمقام مجاز عقلى من اسناد ما للحال الى المحل، وفى ذلك مبالغة أو مجاز بالحذف، أى أمين صاحبه، وأما جعله للنسب أى صاحب أمن فلا ينفصل به لأن المكان ليس صاحب أمن حقيقة، وكذلك إن قيل: مأمون، لأن المأمون صاحبه لا هو، وقيل: مأمون فيه، ففيه الحذف والايصال فيبقى اللفظ ان المكان هو المأمون فلم ينفصل به، وقيل: هو من الأمانة شبه بانسان مؤتمن، فرمز اليه بلازمه وهو الأمانة، فذلك اسعارة مكنية تخييليلة.