التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ
١١
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
-محمد

تيسير التفسير

{ ذلِكَ } المذكور من ثبوت أمثال عقوبة الأمم السابقة، أو أمثال عاقبة الأمم السابقة، وهذا أولى من أن يقال: الاشارة الى النصر، ويجوز أن تكون الاشارة الى ذلك كله { بأن الله مُولى الَّذين آمنُوا } متولى أمرهم لايمانهم، فهو ينصرهم ويثيبهم بالجنة، ويخزى أعداءهم { وأنَّ الكافرين لا مَولى لَهُم } لا ولى لهم يدفع عنهم العذاب، والله مولاهم بمعنى مالكهم، لا دافع عنهم كما قال: " { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق } " [الأنعام: 62] أى مالكهم فلا تناقض بين الآيتين وبين ولايته تعالى للمؤمنين بقوله:
{ إنَّ الله يُدخل الَّذين آمنُوا وعَمِلوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } هذا فى الآخرة بعد ما لهم فى الدنيا، وفى القبور، وبين نفى ولاية الله للكفرة فى الخير، وأنه يتولاهم بالشر فى قوله: { والَّذين كَفَروا يتمتَّعُون ويأكُلون كما تأكل الأنعام، والنار مَثْوى لَهُم } يتمتعون فى الدنيا قليلا، والصحيح تعليق الكاف فهى متعلقة بيأكلون، أو بمحذوف نعت لمفعول مطلق، أى أكلا ثابتا كأكل الأنعام، فما مصدرية أكلهم يشبه أكل الأنعام فى الكثرة، وقصر غالب الهمة عليه، وساء من حلال أو حرام، وفى الشكر عليه، وأنه لا فائدة فيه للآخرة، والمثوى موضع الاقامة فهم مقيمون فى النار لاتباع الشهوات، كما أن المسلمين يقيمون فى الجنة لترك الشهوات وحذف فى شأن المؤمنين التمتع والمثوى المذكروين فى شأن الكافرين، وذكر فيه الأعمال الصالحة، ولم يذكر فى شأن الكفار الأعمال الفاسدة، فذلك احتباك وأسند ادخال الجنة الى الله تعالى تنويها بشأن المؤمنين.