التفاسير

< >
عرض

وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ
١٣
-محمد

تيسير التفسير

{ وكأيَّن } كم { من قريةٍ } تمييز، وقوله: { هي أشدُّ قَّوةً مِن قريتِكَ } نعت قرية، والمراد بقرية فى الموضعين أهلها على حذف مضاف أو على تسمية الحال باسم المحل، ومر كلام فى ذلك، وعلى الوجه الثانى أنت، وأفرد الضمير فى قوله تعالى: { أخرجَتْك } نظرا للفظ قرية والأصل إذ كان اسما لأهلها، أى يقال: الذين أخرجوك، كما جمع نظراً لمعناه فى قوله: { أهلكناهم } وهذا الجمع نظر المضاف المحذوف فى الوجه الأول، وهو حدى المضاف، واسناد الاخراج الى القرية على أنها اسم لأهلها حقيقة، وعلى تقدير مضاف مجاز من اسناد ما للحال الى المحل، وما للحال الذى هو سبب الى المحل، لأنهم عاملوه بالسوء فأذن الله تعالى له فى الخروج، والمراد بقريتك مكة.
{ فلا ناصر لَهُم } يدفع عنهم الاهلاك، روى الطبرى عن ابن عباس: أن النبى صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة الى الغار التفت الى مكة، فقال:
"أنت أحب بلاد الله تعالى إلى الله، وأنت أحب بلاد الله تعالى إليَّ ولولا أنَّ أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك" فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى فى حرمه، أو قتل غير قاتل، فأنزل الله تعالى: { وكأين من قرية } الخ فالآية تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.