التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
٨
-محمد

تيسير التفسير

{ والَّذين كَفَروا } على تقدير أما بدليل الفا فى خبره إذ { فَتعْساً لَهم } أو الفاء لعموم كاسم الشرط، وذلك بصيغة الدعاء كويلا وكسفا ورعيا، على تقدير القول، وهو مفعول مطلق، ولهم متعلق بالقول المقدر، اى فيقال لهم: تعسا أى تعستم تعسا، ويجوز أن يكون مفعولا لمحذوف على الاخبار لا على صيغة الدعاء، أى فقضى لهم تعسا،ويجوز تعليق لهم بمحذوف نعت لتعسا، وشهر تعليقه بتعسا، وسموها لام البيان، وعلقه كثير بأعنى، وفيه أنه يقال أعنيه لا أعنى له، وأمر الفاء ظاهر على تقدير أما، وأما ان لكم تقدر وجعل الكلام اخبار إلا على الطريق الدعاء فالمبتدأ لا يستحق الفاء، ولو عم كالشرط، لأن فعل الخبر يصلح شرطا، فنخرج الآية على جواز الفاء فى الخبر مطلقا أو مفعول مطلق اسم مصدر هو الإتعاس ناصبه محذوف ناصب للذين على المفعولية معطوف على يثبت، لكن فيه زيادة الفاء، أى ويتعس الذين كفروا إتعاسا، أو هى عاطفة على هذا المقدر، أى ويتعس الذين كفروا فتعسوا تعسا لهم.
ومعنى تعسا عثورا وانحطاطا على ا لوجه أو الرأس، أى انحطاطاً فى الحرب، فيكون معاكسا لقوله تعالى:
" { ويثبت أقدامكم } " [محمد: 7] وعن ابن عباس: قتلا وترديا فى النار، وهو تفسير بالواقع، لا بوضع اللغة، وقيل قبحا، وقيل: رغما،وقيل شتما، وقيل: شقاء، وقيل عن ابن عباس: بعدا، وقيل حزنا، وقيل شرا، والمشهور هلاكاً، ومع شهرته أن الهلاك يعم ذلك كله، ويصلح له، فهو أولى، وما للمؤمنين فى الآية بصيغة الوعد، والله تعالى لا يخلف الوعد، وما للكافرين فيها بصيغة الدعاء عليهم، فلا يخفى ما فى الآية من الترغيب والترهيب { وأضلَّ أعْمالَهم } عطف على القول المقدر، أو الناصب المقدر على الاخبار لا الانشاء، مثل قضى، مثل يتعس الذين كفروا، وان جعلنا أضل انشاء جاز عطفه على الانشاء السابق.