التفاسير

< >
عرض

لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٩
-الفتح

تيسير التفسير

{ لتؤمنُوا بالله ورسُوله } الخطاب له صلى الله عليه وسلم ولأمته حقيقة لا بتغليب لخطابه على غيبتهم، ولا لتغليب خطابهم على غيبته الحاصلة بلفظ رسول، من حيث ان الاسم الظاهر من قبيل الغيبة، وحاصل ذلك أن الآية ككتاب كتب الى قوم غائبين، أو حضر بعض خوطبوا فيه، ومعنى ايمان الرسول ايمانه صلى الله عليه وسلم بنفسه، يجب على كل نبى ان يؤمن بنفسه، ولذكر لفظ رسول قال غير واحد: ان الخطاب للأمة وحدها فعلق اللام بمحذوف أى فعل ذلك الارسال لتؤمنوا الخ، وان اعتبرنا أن الخطاب فى أرسلناك منزل منزلة خطاب أمته، وجعلنا الخطاب فى تؤمنوا لهم، صح التعليق بأرسلنا، فكأنه خاطب فى الموضعين الأمة، فتخلصنا من لزوم خطاب اثنين فى كلام واحد بلا تبعية او تثنية، أو جمع، وأما قوله تعالى: " { يوسف أعرض عن هذا واستغفري } " [يوسف: 29] فأعرض كلام، واستغفرى كلام آخر، فلا ضير، ولا سيما أنه بالعطف، كما أن هنا كلامين اذا جعلنا اللام للأمر.
{ وتُعزِّروه } أى تنصروا الله تعالى كما رواه جابر بن عبد الله، عنه صلى الله عليه وسلم، وقاله قتادة، وتقدم معنى نصر الله بأوجه منها: أنه نصر دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم { وتُوقِّروه } أى تعظموا الله سبحانه وتعالى، وعن ابن عباس: الضميران لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وواجبه بعض فى الأول هروبا من اطلاق التعزير فى حق الله تعالى، وفى ردهما أو أحدهما اليه صلى الله عليه وسلم تفكيك الضمائر، لأن الضمير لله تعالى اجماعا فى قوله تعالى: { وتُسبِّحوه } عن صفات الخلق، وصفات النقص { بُكرةً } غدوة { وأصيلاً } عشيّاً، والمراد عموم الأوقات فى النهار، أو فيه وفى الليل، كما يكنى عن الشىء بما لا يشمله اللفظ، وذلك بغير الصلاة مطلقا، وبالصلاة فى وقتها، وقيل: المراد خصوص البكرة، وصلاة الفجر، وخصوص العشى، وصلاة الظهر والعصر.