التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ
١١٣
-المائدة

تيسير التفسير

{ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا } متعلق بشاهدين محذوف، أَو متعلق بنشهد محذوفاً معترض، جواب لقول من يقول علام تشهدون؟ أَو حال من ضمير نكون، أَو متعلق بشاهدين بعده على أَن أل حرف تعريف، أَو على أَنها موصولة، وقد قيل عن الكوفيين جواز تقديم معمول الصلة عن الموصول ولا سيما معمول مجرور بحرف أَو ظرف { مِن الشاهِدِينَ } فإِن حاصله إِنا لسنا شاكين فى كمال قدرة الله عز وجل أَو نبوءَتك، ولا متعنتين باقتراح آية، بل نريد الأَكل منها تبركا فى الإِيمان والأَبدان والقلوب، وتشفياً من الأَمراض والأَدواء، وتقوياً لضعفائنا واستغناء لفقرائنا، ولا سيما أَنا فى زمان القحط ونريد بالأَكل منها اطمئنان قلوبنا وازدياد إِيمانها لأَن العيان أَقوى من الاستدلال بكمال قدرته تعالى، ونريد أَن نزداد علما فى دعوى الإِجابة والنبوءَة، إِنه أَى الشأن أَو إِنك قد صدقتنا، وقد أَجاز بعض تقدير الضمير لغير الشأْن من تكلم أَو خطاب أَو غيبة بحسب الإِمكان حيث يقدرون ضمير الشأْن ويقيسون على ذلك، ونريد أَن نشهد لك عند الله وعند الخلق على نبوءَتك بآية سماوية غير سائر معجزاتك الأرضية مرغوب فيها طبعاً، والمعنى من الشاهدين لك بها عند من لم يشاهدها، أَو من الشاهدين لك بالنبوءَة أَو من الشاهدين لله بالوحدانية.