التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ
٢١

تيسير التفسير

{ وجاءت } الينا أو الى الموقف أو الحساب والجزاء { كُلّ نَفسٍ } بارة أو فاجرة { مَعها سائقٌ وشَهيدٌ } أى ملك سائق لها الى الموقف، أو الى الحساب والجزاء، أو الينا وملك آخر شاهد بعملها عظيمان،كما دل عليه تنكيرهما، وما يدل على عظم الشهادة بفعيل، لأنه أشد من فاعل، روى جابر: أنهما ملك الحسنات وملك السيئات، فلعل السائق ملك السيئات، والشهيد ملك الحسنات، وملك أبى هريرة: السائق ملك الموت، والشهيد النبى صلى الله عليه وسلم، وفى رواية عن أبى هريرة: السائق ملك الموت، والشهيد العمل، وقيل: الشهيد كتابه يلقاه منشور، وعن ابن عباس السائق الملك، والشهيد الجوارح، ويرده قوله معها، فان الجوارح نفسه لا شىء آخر معها، وأيضا الجوارح تشهد على الكافر بمعاصيه، والآية له وللبار.
وقيل: السائق والشهيد ملك واحد، والعطف تنزيل تغاير الصفات منزلة تغاير الذوات، أى ملك يسوقها ويشهد لها وعليها، وقيل: السائق نفس الجائى، والشهيد جوارحه، ويرده أن الجائى نفس الجوارح، فكيف يقال: جاء معها، وقد يقل بجواز اعتبار النفس على حدة، والجوارح على حدة، والجواب بالتجريد بعيد بأن يجرد منه جوارح، ويرده أيضا أين الجوارح تشهد على العاصى بعصيانه، والآية فى العاصى والمطيع، وقيل: السائق قرينه من الشياطين وهو ضعيف. وكأنه لم ساقه فى الدنيا الى المعاصى، ساقه يؤمئذ، وقيل: المراد الجنس، وملائكة يسوقون، وملائكة يشهدون، وهم الحفظة، ومن يشهد من الانس وغيرهم كالبقاع كما جاء لا يسمع صوت مؤذن انس ولا جان ولا شىء، إلا شهد له يوم القيامة ونحو ذلك، ولكن مثل ذلك فى الشر من عصى الله فى موضع شهد عليه الموضع، ورفعة السماء فوقه ونحو هذا،
وجملة { معها سائق وشهيد } يتبادر أنها حال من كل ولو كان نكرة لاضافته ولعمومه، أو نعت ولو كان مضمونها غير معلوم عند المخاطبين لجواز النعت بما لم يعلم مضمونه قصدا الى انشاء المعرفة به للمخاطب، نحو: جاء الرجل البار بوالديه، تخاطب به من لم يبره لتفيده أنه يبرهما.