التفاسير

< >
عرض

مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ
٣٣

تيسير التفسير

{ مَنْ } بدل من كل أو من أواب، لكن باعتبار موصوفة، أى الانسان أواب، أو بدل من المتقين، وليس فيه تعدد البدل ولا الابدال من البدل، لأن البدل الأول هو قوله للمتقين لا المتقين وحده، لما مر من بطلان قولهم: ان البدل المجرور وحده لامع الجار، وان التحقيق أن البدل هو الجار والمجرور من الجار والمجرور، لا المجرور وحده، زيد معه الجار { خَشِيَ الرحْمَن } خاف عذابه، معتقدا جلاله، واختار لفظ الرحمن تلويحا بأنهم من خشيتهم راجون رحمته، لا آيسون ولا قريب اياسهم، وبأن سعة رحمته لم تمنعهم من الخوف، فهم راجون خائفون، لا آيسون ولا آمنون.
{ بالغَيْب } حال من المستتر فى خشى أى فى غيب عن أن يشاهد الله، أو عن الخلق، أو من لفظ الرحمن، أى الله غائب عنه، أو خشى عقابه، وعقابه غائب عنه، أو نعت لمصدر مقدر أى خشية ثابتة فى الغيب، أى غيب الله عنه، أو الغيب القلب أى خشى فى قلبه أو بقلبه الغائب عن الناس { وجَاء } الى الله، إذ بعث { بقَلْبٍ مُنيبٍ } مقبل الى الله عن غيره، اذ كان فى الدنيا، والباء للمصاحبة، وجاز أن تكون للتعدية أى قلبا منيبا أى صيره جائيا أى لقى الله به لا بقلب قاس، وليس اسناد الانابة الى القلب مجازا بل حقيقة، بل ينيب القلب والجوارح تتبعه، نعم تستند أيضاً الى الجوارح حقيقة، والعمدة القلب.