التفاسير

< >
عرض

وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ
٣٦

تيسير التفسير

{ وكَم } مفعول لقوله: { أهْلكْنا قَبلهُم } قبل قومك يا محمد { مِن قْرنٍ } قوم مقترنين فى زمان واحد، ومن للبيان متعلق بمحذوف نعت لكم فافراد قوله: "كم" هى القرون، وكأنه قيل: أهلكنا قرونا كثيرة، ونعت القرن بقوله: { هُم أشدُّ منْهُم بَطْشاً } قوة أو أخذا شديدا فى كل مال أرادوا كعاد وثمود وفرعون { فَنَقَّبوا في البِلاد } ساروا فى الأرض، وعن ابن عباس، هربوا فيها، وقيل: تصرفوا فيها بالملك والتمليك، والعمارة والتخريب، وشاع أن التنقيب البحث عن الشىء، والفاء عاطفة على هم أشد عطف فعلية على اسمية، وقيل: على أهلكنا على تقدير أردنا اهلاكهم، وظهرت أمارته فهربوا، أو شرعنا فيه { هَل مِن محيصٍ } منصوب بمحذوف، أى قائلين: هل من محيص، أو يوجد محيص لنا، أو مبتدأ أى هل محيص، أو منصوب بمحذوف، أى هل نجد محيصاً، والمراد الملجأ عن الله عز وجل، أو عن الموت، وقيل الواو لأهل مكة، أى ساروا فى أسفارهم على بلاد المهلكين، فهل رأوا محيصا للمهلكين حتى طمعو أن ينجوا مع عملهم يعمل المهلكين.