التفاسير

< >
عرض

نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ
٤٥

تيسير التفسير

{ نحْن أعْلم } منك يا محمد { بما يقُولُون } من تكذيبك وتكذيب ما جئت به، وسائر ضلالهم، فنعاقبهم، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم، وتهديد لهم.
{ وما أنتَ عَليْهم } متعلق بجبَّار من قوله { بجَبَّارٍ } وعدى بعلى بمعنى ما أنت متسلطا عليهم، أو مستعليا بالسوء، أو متعديا عليهم، وذلك من وادى الاجبار بمعنى الاكراه، فلست تتعدى عليهم، وما أنت الا منذر يقال: أجبره بالهمزة، وجبره بلا همزة قهره، فهو جبار، وهذا قليل، والأصل أجبره بالهمزة، وأما بلا همزة فشهر فى اصلاح الكسر، وقيل: هو بلا همز بمعنى أجبر، أى أكره لغة كنانة.
وحاصل الآية نفى التسلط عليهم بالسوء، ونفى قهرهم على الايمان، وقيل: المراد التحلم عليهم فقيل ذلك منسوخ بآية السيف، وليس كذلك، فان التحلم مشروع أيضا بعد نزول القتال كما قبله.
{ فذكِّر بالقُرآنِ مَنْ يَخافُ وَعيدِ } يخافه تحقيقا أو ظنا أو شكاً أما من أظهر العناد فلا تعتن به، ولكن الحذر فى الجملة كما يصله، أو كرر تذكير من يخاف تحقيقا يزداد ويرسخ، أو ذكر بالقرآن من يخاف وعيدى، ولست تدرى كل من يخافه، فذكر الناس مطلقا، وعن ابن عباس رضى الله عنهما، قال الصحابة: يا رسول الله خوفتنا، فنزل: { فذكر بالقرآن مَن يَخاف وعيد } ومع هذا يعتبر عموم اللفظ.