التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
-الذاريات

تيسير التفسير

{ يَوم هُم عَلى النَّار يُفْتَنون } يحرقون، وأصل الفتن اذابة الذهب أو الفضة أو غيرها، ليظهر ما ليس منه كنحاس فى أحدهما، ثم استعمل فى الاحراق التعذيب على الاستعارة، والجملة جواب لسؤالهم، أى يقع يوم الدين { يوم هم على النار يفتنون } وقدر الزجاج هو واقع أو هو كائن يوم هم الخ، والضمير الذى قدره عائد الى يوم الدين، وقيل: يوم مرفوع مبنى على الفتح لاضافته الى غير اسم، بل أضيف الى جملة كأنه قيل: هو يوم هم على النار، أى نفس يوم الدين هو نفس يومهم على النار، ويدل له قراءة ابن أبى عبلة والزعفرانى برفع يوم، كأنه قيل: يوم الجزاء يوم تعذيب، أو قدر لفظ هو على حذف مضاف، أى وقت وقوع الجزاء يوم هم الخ، أو هو أى وقت الوقوع يوم هم الخ.
ويجوز أن تكون الجملة من كلامهم، فيوم بدل من يوم مرفوع مبنى على الفتح، فمقتضى الظاهر فى هذا يوم نحن على النار نفتن على زعمكم أيها المؤمنون، وهو بعيد فيكون قوله تعالى:
{ ذوقُوا فِتْنَتَكم } مستأنفا من الله عز وجل، والصحيح ما مر، وهذه الجملة مقولة لقول مقدر يكون حالا من واو يفتنون، أى يفتنون مقولا لهم: { ذوقوا فتنتكم } أى عذابكم المعد لكم، أو الاحراق المعد لكم، والقائل الملائكة أو الزبانية منهم، أو فتنتكم كفركم وأعمالكم، أى جزاء فتنتكم بتقدير مضاف، أو يجعل الكفر والأعمال عذاباً مجازاً إذ هن سببه، وقوله عز وجل: { هَذا الَّذي كُنْتم به تَسْتعْجلون } من جلمة ما حكى بالقول المقدر قبل هذا، وهذا مبتدأ خبره الذى، والاشارة الى العذاب الذى استعجلوه استهزاء.