التفاسير

< >
عرض

وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ
٢١
-الذاريات

تيسير التفسير

{ وفي أنْفُسِكم } عطف على فى الأرض، أو يقدر: وفى أنفسكم آيات، وهى علمه بأنه كان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظما الخ، وأكله وشربه عن مدخل واحد، والخروج من سبيلين، والحواس الخمس، وما فى الانسان من الهيئات والتراكيب العجيبة، والأفعال البديعة، والصنائع والاستنباطات، واختلاف الألسنة والألوان، والصور والطبائع، وسبيل الطعام والشراب.
ركب الله تعالى أربع طبائع: اليبوسة، والرطوبة والحرارة، والبرودة فى البدن، وخلق الله تعالى أربعة أشياء لصلاحه، لا يقوم إلا بها: السوداء، الصفراء، والدم، والبلغم، ومسكن اليبوسة السوداء، مسكن الرطوبة الصفراء، ومسكن الحرارة الدم، ومسكن البرودة البلغم، اذا اعتدلت كملت الصحة، وان غلب أحدهما كان السقم من جهته، ويكون العزم من اليبوسة، والليلن من الرطوبة، والحدة من الحرارة، والاناءة من الرطوبة، فان زاد واحد أو قل دخل المرض من جهته باذن الله تعالى، وموضع الضحك والسرور الطحال، وموضع الخوف والهيبة الرئة، وموضع الغضب الكبد، وموضع العلم والفهم القلب، وموضع العقل الدماغ، وموضع الحزن والفرح الكلية، ويقال: الصدر.
وفى الجسد ثلاثمائة وستون عرقا للشد والوصل، ومائتان وأربعون عظما لمصلحة البدن، قيل: فذلك قوله تعالى: { وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون } وعن على: العقل فى القلب، والرحمة فى الكبد، والرأفة فى الطحال، والنفس فى الرئة، وقال بعض الحكماء: موضع العقل الدماغ، وموضع الحمق العينان، وموضع الباطل الأذنان، وموضع الحياء الوجه، وطريق الروح الأنف، وموضع الحياة الفم، وموضع الهموم الصدر، وموضع الضحك الطحال، وموضع الرحمة والغضب الكبد، وموضع الحزن والسرور القلب، وموضع الكسب اليدان، وموضع التعب الرجلان.
{ أفَلاَ } أتهملون النظر فلا { تُبْصرون } بقلوبكم تدبر الدلائل اللازمة لاحياء أنفسكم، وقيل: فى دلائل أنفسكم على أنها خصت لأنها الأنساب.