التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
٤٧
-الذاريات

تيسير التفسير

{ والسَّماء بَنيْناها } نصب على الاشتغال للتأكيد، لأنه من باب التوكيد اللفظى، أى وبنينا السماء وبنيناها { بأيدٍ } بقوة وهو مفرد، ولا حذف فيه، وآخره دال، والهمزة أصل، ويضعف جعله جمع يد على طريق التورية، وعليه فالهمزة زائدة، الياء محذوفة بعد الدال، والوجهان محتملان لتعظيم القدرة، ولمتانة السماء والاشعار بالمتانة اشعار بعظمة القدرة، ولاشعار بعظمتها اشعار بالمتانة. { وإنَّا لمُوسِعُون } قادرون من الوسع بمعنى عدم العجز عن الشىء، فان قدرته وسعت كل شىء، فهو قادر على خلق السماء، فذلك تقوية لقوله: { والسماء بنيناها } وقوله: " { وما مسَّنا مِن لغوب } " [ق: 38] ورد على من قال بخلاف ذلك، ويجوز أن يكون موسعون بمعنى موسعين للرزق بالمطر، على أن المساق للامتنان على أن قوله: { والسماء بنيناها بأيد } ملوح الى قوله عز وجل: " { وفي السماء رزقكم } " [الذاريات: 22] ويجوز أن ينوى هذا المعنى بجعل أيد جمع يد بمعنى نعمة، محذوف الياء من يد الجوارح مجازا، أو معنى الايساع، جعل السماء أضعاف الأرض بجورها، لأنها كحلقة فى السماء، أو جعل السعة بين السماء والأرض.