التفاسير

< >
عرض

يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ
٩
-الذاريات

تيسير التفسير

أى عن الايمان بما يجب الايمان به، ومنه البعث، أو عن القرآن، أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عما توعدون، أو عن الدين المذكور فى الآية، ويدل لذلك كله المقام، وكونه الافك فى القرآن يستعمل فى الصرف عن الحق والصارف الله تعالى بالخذلان، أو الشيطان بالوسوسة، أو الانسان بعض لبعض، والمصروف عنه الايمان بالقرآن والنبى صلى الله عليه وسلم، أو الدين الذى هو الجزاء لا كما قيل: يؤفك من القول المختلف من أفك من المسلمين بالصرف الى الايمان، ولا تكرير فى اسناد الافك الى من أفك، لأن المراد تعظيمه فى الشر، كما تقول فى تهويل الأمر: كان ما كان، أو يكون ما يكون، كقوله تعالى: " { فغشيهم من اليم ما غشيهم } " [طه: 78] وكأنه قيل: صرف الصرف الذى لا أعظم منه، وكأنه أثبت للمصروف صرف آخر، فجاءت المبالغة من المضاعفة، وهكذا لا يسند الفعل الى من وصف به إلا لداع كالتهويل وكالابهام، مثل أن يسألك انسان عمن جاء فتقول: جاء من جاء، والا كان من توضيح الواضح، وقيل: يؤفك عنه فى الخارج من أفك عنه فى القضاء الأزلى، أو فى اللوح، واعترض بأنه معلوم أنه لا يكون إلا ما قضى الله تعالى، ويجاب بأنه أفاد أن الحجة البالغة لله عز وجل فى صرفه إلا أنه ليس فيه المبالغة المذكورة فى سائر الأوجه.