التفاسير

< >
عرض

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٢٥
قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ
٢٦
-الطور

تيسير التفسير

{ وأقْبَل بعْضُهم عَلى بعض يتساءلون } حال من البعض فى الموضعين مقارنة على أن التساؤل من مبدأ الاقبال، كما اذا تكلمت أحدا من ابتداء التفاتك اليه، أو مقدرة ولو قرب الفصل، والأول أولى لأنه اذا قارب بين السؤال والاقبال كان أعجل، وقد يقال اذا فصل بقليل أو كثير كان أهنأ وأثبت، وكل واحد سائل مسئول لا بعض معين يسأل بعضا معينا كذا قيل، والأظهر أنه يسأل كل واحد من يناسب سؤاله، فيقول أحدهم للآخر مثلا: كيف تخلصت من ذنب كذا، أو كيف بلغت درجتك؟ وكيف سعد فلان؟ وكيف شفى فلان؟ وهكذا، وقد يقال:المراد بالتساؤل مطلق الكلام ويتداولونه بينهم اطلقا للخاص على العام، وعلى هذا يكون قوله تعالى:
{ قالُوا إنَّا كنَّا قَبْل في أهْلنا مُشْفقِين } إلخ تمثيلا لبعض ما يتكلمون به، وذلك التساؤل فى الجنة لا عقب البعث، لأنهم عقب البعث خائفون ذاهلون، لا يحضر لهم النجاة من عذاب السموم، اللهم الا شاذا من الناس، أو يؤمنون ثم يخافون، وفى ذلك ضعف فلا يفسر به، والمعنى إنا كنا قبل هذا الحال فى أهلنا، أى فى الدنيا خائفين من عصيان الله، معتنين بطاعته، أو معنى فى أهلنا نخاف على أنفسنا وعلى أهلنا، لأن أهل الإنسان تابعون له عادة، فحمدوا الله على اتباعهم لهم فى الخير، أو ذلك شكراً للنعمة على أنهم أطاعوا الله عز وجل فى أهلهم، وكيف فى غير أهلنا أو المعنى إنا من قبل على أهلنا مشفقين.