التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ
٣٠
قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ
٣١
-الطور

تيسير التفسير

{ أم يقُولُون } بل يقولون أو بل أيقولون، والاضراب انتقالى، والاستفهام توبيخى، أو انكار للياقة { شاعرٌ } أى هو شاعر، لا يخفى عنهم أنه لا يقول شعرا فاما أنهم يكذبون صراحا، وإما أن يريدوا أن له حذقة الشاعر { نتربص به رَيْب المنون } ننتظر به ريب الدهر من موت أو قتل أو مرض، أو يموت كما مات ابوه شابا، وسمى لأنه قاطع، والمن القطع، لأنه يقطع الأشياء بالموت وغيره، وريب الدهر حوادثه، سميت ريبا لأنها تقلق النفوس، وأصله مصدر عبر به مبالغة، والأصل رائبات الدهر، أو الريب النزول، يقال راب عليه الدهر أى نزل، أى نزلت حوادثه، والمصدر مبالغة، وشهر أنهم كانوا يتربصون بالنبى صلى الله عليه وسلم لايقاع الهلاك به فى اجتماعهم بدار الندوة، فخاضوا فى شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: بنو عبد الدار تربصوا به ريب المنون، فانه شاعر سيهلك كما هلك زهير والنابغة والأعشى، وافترقوا على هذا فنزلت:
{ قُل تربَّصُوا } بى أى انتظروا هلاكى، قل لهم ذلك تهكما بهم، وتهديدا { فإنِّي معَكُم مِن المُتربِّصينَ } مطلقا، ولكن تربصى فى هلاككم.