التفاسير

< >
عرض

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـٰذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٣٢
-الطور

تيسير التفسير

{ أم تأمُرهم أحْلامهم بَهذا } بل أتأمرهم عقولهم، والعقل لا يأمر بهذا الكلام منكم المناقض، بل تأمرهم أهواؤهم فهذا تلويح بأن عقولهم كلا عقل، إذ لم تغلب الهوى، ألا ترى الى ركة قولهم، "له البنات" كما يأتى، وفيه رد على ما يزعم لهم من أن فى الآية مدحا لهم بأن عقولهم كاملة لملاقاتهم أقواما متغايرة فى أسفارهم وبلادهم، فلا تأمرهم أحلامهم بذلك لكمالها، لكن خالفوها عنادا، وبيان التناقض ان شأن الكاهن والشاعر جودة الفطنة والفكر، وشأن المجنون خلاف ذلك، وتعمدوا جمع ذلك فى رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرابا وعجزا عن وجود مسلك يصلون به الى تكذيبه، ومن لم يقل فيه شيئا من ذلك فقد رضى بقول قائله، أو يستأنفه، منهم أحد ويعاتبونه، واسناد الأمر بذلك الى الأحلام مجاز لعلاقة السببية والمسببية، أو شبه الأحلام بسلاطين مطاعة لعلاقة الاستيلاء ورمز الى ذلك بلازمه وهو الأمر، فذلك التشبيه استعارة مكنية، واثبات الأمر تخييلية.
{ أمْ هُم قَومٌ طاغون } بل هم، أو بل أهم قوم مبالغون فى العباد، والبعد عن الرشاد بأقاويلهم تلك.