التفاسير

< >
عرض

أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ
٣٥
أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ
٣٦
-الطور

تيسير التفسير

{ أمْ خُلِقوا مِن غَيْر شيءٍ } من غير خالق كذا قيل، وفيه أنه متناقض تناقضاً ظاهرا لا يقولونه، فان قول خلقوا مناقض لقول من غير خالق، ويجاب بأنهم يقولون مثل هذا الكلام المتناقض فى البطلان، وقال ابن جرير أم خُلفوا من غير شىء حيى، وقد كلفهم الله عز وجل وآدم خلق من غير حى، وقد كلفه الله عز وجل، ومن للابتداء فى ذلك كله، وقيل: المعنى أم خلقوا بلا علة تكليف وجزاء، فمن سببية ويناسبه قوله: { أمْ هُم الخالقون } لأنفسهم، فلا يجرى عليهم تكليف لاحق لله تعالى عليهم، والمعدوم لا فعل له، ويناسبه أيضا قوله عز وجل:
{ أم خلقُوا السَّماوات والأرض } فيأهلون للعظمة والألوهية، ويتكبرون عن اتباعه صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون ذكر السماوات والأرض اشارة الى خلق الأشياء كلها { بل لا يُوقِنُون } أن الله عز وجل خلق السموات والأرض، ولو قالوا بألسنتهم وبادى قلوبهم خلقهن الله، إذ لو قالوا ذلك عن ايقان لم يعدلوا عن عبادته الى عبادة غيره.