التفاسير

< >
عرض

فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ
١٠
-النجم

تيسير التفسير

{ فأوحَى } جبريل { إلى عَبْده } عبد الله عز وجل، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، رد الضمير إلى الله، ولم يذكر لظهور المراد، ولأنه لا عبد فى الحقيقة إلا له عز وجل، ولا سيما عبد هو النبى صلى الله عليه وسلم، كما رد الضمير الى الأرض بدون ذكرها لظهور المراد فى قوله تعالى: " { ما ترك على ظهرها } " [فاطر: 45] والى القرآن كذلك فى قوله تعالى: " { إنا أنزلناه في ليلة القدر } " [القدر: 1] والى الأرض مع بعد ذكرها فى قوله عز وجل: " { كل من عليها } " [الرحمن: 26] { ما أوحَى } كالصلوات الخمس بعد أن كن بالوحى خمسين، أى ما أوحاه جبريل، وابهام الموحى تفخيم كقوله تعالى: " { فغشاها ما غشى } " [النجم: 54]، " { فغشيهم من اليم ما غشيهم } "[طه: 78] أو أوحى جبريل الى عبد الله ما أوحى، كما تقول: فعل زيد ما فعل، أو أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحاه الله الى جبريل، أى لم يغيره، أو أوحى الله الى عبده ما أوحاه الله، وهذا إبهام تفخيم أيضا، وعن سعيد بن جبير: أوحى اليه: " { ألم يجدك يتيماً فآوى * ووجدك ضالاً فَهَدى } " [الضحى: 6 - 7] الى قوله فى السورة بعد: " { ورفعنا لك ذكرك } " [الشرح: 4] وقيل: أوحى اليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك.