التفاسير

< >
عرض

مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
١١
-النجم

تيسير التفسير

ما كذب فؤاد عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما رأى ببصره من صورة جبريل عليه السلام، أى لم يقل فؤاده لم أعرفه، مع أنه قد رآه ببصره، ولو قال ذلك لكان كاذبا، فقال الله عز وجل: { ما كذب الفؤاد } أى ما قال كاذبا كذا قيل، ويرده أنه متعد، فالصواب أن المعنى ما راب الفؤاد ما رأى من صورة جبريل ببصره، وذلك تحقيق للقرآن أنه من الله عز وجل، لا كهانة ولا سحر ولا غير ذلك من الباطل.
قال مسروق لعائشة رضى الله عنها: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قالت: لا قلت: فأين قوله تعالى:
" { ثم دنى فتدلى } "[النجم: 8] قالت: ذلك جبريل، رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورته، وكذا قال ابن مسعود، وقالت لمسروق: قد قف شعرى مما قلت، أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمد رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: " { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } "[الأنعام: 103] ومن حدثك أن محمدا يعلم ما فى غد فقد كذب، ثم قرأت: " { وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت } " [لقمان: 34] ومن حدثك ان محمدا كتم أمرا فقد كذب، ثم قرأت: " { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } " [المائدة: 67] ولكنه رأى جبريل فى صورته مرتين، رواه البخارى ومسلم، وكذا قال ابن عباس، وروى قومنا أحاديث كاذبة موضوعة أنه رأى ربه فأخطأوا، وأخطأوا أيضا بتفسير الآية بها، والأصل أن لبعض الناس ربا متجسما كما تقول اليهود بالتجسيم، وان لبعض ربا يتدلى كما للنصارى رباً يأكل ويشرب ويجزأ وهو عيسى، تعالى الله عما يقول هؤلاء كلهم، وقال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل رأيت ربك؟ فقال: كيف أراه.