التفاسير

< >
عرض

وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ
٣٧
-النجم

تيسير التفسير

{ وإبْراهْيمَ } صحفه عشر، وقدم موسى عليه السلام مع أنه متأخر زمانا، لأن صحفه أشهر من صحف ابراهيم عند المخاطبين { الَّذي وفَّى } أصله التخفيف، وشدد للمبالغة، أى هو واف بترك ما أمر بتركه، وفعل ما أمر بعفله وفاء عظيما، ويدل له قراءة أبى أمامة، وسعيد بن جبير، وزيد بن على، وغيرهم بالتخفيف أو التشديد للتعدية، فالمفعول محذوف أى أكمل وأوفر ما لزمه وصيره وافيا بما فى قوله تعالى: " { وإذْ ابتلى إبراهيمَ ربُه بكلمات } " [البقرة: 124] الخ وبسهام الاسلام العشر التى فى قوله تعالى: " { إنَّ الله اشترى } " [التوبة: 111] إلخ والتى فى قوله عز وجل: " { إنَّ المسلمين } " [الأحزاب: 35] الخ والست فى قوله تعالى: " { قد أفلح المؤمنون } " [المؤمنون: 1] الخ، ولأربع فى قوله تعالى: " { والذين يصدقون بيوم الدين } " [المعارج: 26] الخ وأربع ركعات فى كل يوم أول النهار، ففى الترمذى، عن أبى الدرداء، وأبى ذرّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الله تبارك وتعالى: "يا آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" وقوله كل يوم: " { فسبحان الله حين تمسون } " [الروم: 17] الخ، وتبليغ هذه العشرة { أن لا تزر وازرة وزر أخرى } الخ وخمس سنن فى الرأس، وخمس فى الجسد، والصبر على ذبح ابنه، وعلى الالقاء فى النار، وابطال ما كان بينه وبين نوح عليهما السلام، من أخذ الولى بالآخر، وأحد الزوجين بالآخر، والسيد بالمملوك، والمملوك به، وبالعم والخال والعكس، والمضمضة والاستنشاق، وقص الشارب، واعفاء اللحية، وفرق شعر الرأس، ونتف الابطين، وقلم الأظفار، والاستطابة، والختان، وحلق العانة، والكوكب والقمرين، والهجرة من كوتى إلى الشام، والامامة، ورفع قواعد البيت وتطهيره وغير ذلك.
كما روى عن الحسن فى الآية: ما أمره الله تعالى بشىء الا أتى به، وعن معاذ بن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سماه الله الذي وفى لقوله كل صباح ومساء: سبحان الله حين تمسون" الخ واذا صح هذا اقتصر عليه، ويقال خص موسى لأنه قرر ابطال الأخذ بالأب للابن وبالعكس، ومثل ذلك، وفيه أنه يقرره أيضا من قبله كاسحاق ويعقوب ويوسف، الا أن يقال: بالغ فى تقريره أكثر منهم.