التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ
٤٢
-النجم

تيسير التفسير

{ وأَنَّ إلى ربِّك } لا الى غيره، ولا مع غيره { المنتهى } الانتهاء يوم القيامة بالحساب، كأنه قيل: الى حساب ربك، أو الى جزائه بالجنة أو النار ألتجىء اليك بما هو الاسم الأعظم عندك اللهم فى أهوال الدنيا والآخرة:

قالوا غدا نأتى ديار الحمى وينزل الركب بمغناهم
فقلت لى ذنب فما حيلتى بأى وجـــه أتلقاهم
قالوا أليس العفو من شأنهم لا ســـيما عمن ترجاهم

وقيل: المعنى لا تزال الأفكار تتكيف الأشياء، وإذا أرادت تكييفه تعالى عجزت، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر الرب فانتهوا" وقال صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فتهلكوا فإنكم لن تقدروا قدره" أى لا تعرفون قدره بالكنه، وجاء فى الأخبار: تعرف الله بجهلكه، وعرف الله من جهله، أى يعرف أنه موجود ولا يعرف تكييفه، وأيضا اذا تفكرت فى الخلق علمت أن لهم موجودا هو الله عز وجل، فتنتهى ولا تزيد، وقيل: منه المنة واليه انتهاء الآمال، وما تقدم أولا هو الصحيح ففى الآية تسلية له صلى الله عليه وسلم بجزاء قومه يوم القيامة وتهديدهم، وقيل: الخطاب عام على سبيل البدلية، وقد مدح الله من يتفكر فى خلق السماوات والأرض، فقال: " { إنَّ في خلق السماوات والأرض } " [آل عمران: 190] الى قوله: " { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } " [آل عمران: 191] وذلك كله صحيح، لكن تفسير الآية به لا يظهر، لأن المقام ليس له، بل للجزاء، وفى الآية الاخبار عن المصدر بظرف لو تأخر لتبادر تعلقه بذلك المصدر، وهو دليل على أنه خبر لا فى مثل قوله تعالى: " { لا تثريب عليكم } " [يوسف: 92] و " { لا ملجأ من الله إلاَّ إليه } " [التوبة: 118] فاسم لا مفرد.