التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ
٤٣
-النجم

تيسير التفسير

{ وأنَّه هُو } فقط { أضْحك } أفرح من فرح { وأبْكى } أحزن من حزن، أو أضحك الناس وأبكاهم، فعبر بالمسبب عن السبب، وكذا اذا قلنا: أضحك أعطى ما يضحك، وأبكى أعطى ما يحزن، وذلك كله خلق الله تعالى، وذلك على العموم لا ما قيل: المراد خلق ما يسر وما يحزن من الأعمال، المفعول محذوف كما رأيت، أو لا مفعول أى خلق الضحك والبكاء، وقيل: أضحك أهل الجنة فى الجنة، وأبكى أهل النار فى النار، وبه قال مجاهد: وقيل: أضحك المؤمنين فى العقبى بالمواهب، وأبكاهم فى الدنيا بالنوائب، قيل: أضحك الأرض بالانبات، وأبكى السماء بالامطار، ولا دليل على أنه المراد فى الآية، ولا يتبادر.
وقدم أضحك لكثرة ما يضحك، وللفاصلة، والفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكاء، وفى الترمذى، عن جابر بن سمرة: جالست النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة، وكان أصحابه يتذاكرون الشعر وأمر الجاهلية، وربما تبسم معهم اذا ضحكوا، قال ابن عمر: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون والايمان فى قلوبهم أعظم من الجبل.