التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ
٤٨
-النجم

تيسير التفسير

{ وأنه هُو } فقط { أغْنى } من قدر له الغنى { وأقْنَى } أقنى من قدر له القنية، أو خلقها وهى المال الشريف، وقيل: الباقى كالبناء والشجر والحيوان، وذكره تخصص بعد تعميم، ويقال: أقناه موَله بأشرف مال، أو غيره، فهو عام ذكر تأكيدا مع الفاصلة والأول أولى للتأسيس، ويقال: أقناه بمعنى أرضاه، ويجوز أن يكون بمعنى أفقر، فالهمزة للسلب، كأقرد البعير أزال قراده، وأشكى فلانا أزال شكواه، أى أزال القنية، وفى هذا الوجه مطابقة لقوله:" { أضحك وأبكى } " [النجم: 43] وقوله تعالى: " { أمات وأحيا } " [النجم: 44] بذكر الخير والشر.
وقيل: أغنى الناس بالمال، واقنى الناس أعطاهم القنية، وهى أصول الأموال وما يدخر بعد الكفاية، وقيل: أغنى بالذهب والفضة والأموال، وأقنى بالابل والبقر والغنم، وقيل: أقنى أعطى الخدم، وقيل: أغنى رفع عنه الحاجة، وأقنى زاد فوق الغنى، ولا يجوز ما قيل أغنى نفسه وأفقر غيره، فانه لفظ سوء، لأن أغنى فعل، والفعل حادث، وغناه تعالى قديم لا أول له.