التفاسير

< >
عرض

لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ
٥٨
-النجم

تيسير التفسير

{ لَيس لَها مِن دونِ الله } قبله أو غيره { كاشفةٌ } أى نفس كاشفة أى مزيلة اذا وقعت، بل إذ جاءت بقيت، وزعم بعض أن المراد لا يزيل خوفها من القلوب أحد حتى تحضر، وبعض أن المراد لو وقعت قبل وقتها لم يردها الى وقتها أحد إلا الله تعالى، ولا دليل على ارادة مضمون القولين، وقيل: ليس لنا مبين عارف لوقتها، بل يعلم وقتها وحده، كقوله تعالى: " { لا يجليها لوقتها إلاَّ هو } " [الأعراف: 187] فى أحد الأوجه، والتاء لتأنيث الموصوف، وزعم بعض أن التقدير حال كاشفة، والتاء كذلك للتأنيث، وقيل: التاء للمبالغة، أى انسان أو أحد يبالغ فى كشفها، كرجل راوية أى كثير الرواية، فيكون كقوله تعالى: " { وما ربك بظلام } " [فصلت: 46] فى أحد أوجهه بحسب الإمكان كالنسب، أى ذى كشف، وكعود المبالغة الى نفى الكشف، والا فظاهر هذا القول اثبات أصل الكشف.
ولا يثبت اللهم إلا أن يقال ان كشفها يكون بهذا الاخبار عن أنها تقع أو المراد بالآزفة بعضها المخصوص بعلامة كالدجال، وعيسى وطلوع الشمس علامات الساعة، وكما يكون علامة لقرب هذه العلامات، فذلك كشف غير مبالغ، وكذ اخباره صلى الله عليه وسلم بأنها ستكون، وأجاز الزجاج أن يكون مصدرا بمعنى الكشف كالعافية وخائنة الأعين فى بعض الأوجه، ومعناه كشف، وهو خلاف الأصل بلا داع اليه.