التفاسير

< >
عرض

وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
١٢
-القمر

تيسير التفسير

{ وفجَّرنا الأرضَ } جلعناها كأنها كلها عيونا وهذا إبهام عقبه بالتفسير فى قوله: { عيُوناً } فانه تمييز محول عن المفعول، أى فجرنا عيون الأرض، والتمييز بعد الابهام، أدخل فى النفس لأنه يرد على النفس، وهى منتظرة له، ومانع تحويل التمييز عن المفعول، يجعل عيونا حالا، وفيه أنه جامد، أو معفولا ثانيا لتضمين فجرنا معنى صيرنا، وفيه أن الأصل عدم التضمين، وان صيرنا الأرض عينا مجاز لأن العيون بعض الأرض كلها.
{ فالْتَقى الماء } الشىء لا يلتقى إلا مع غيره، فالمعنى ماء الأرض وماء السماء، كما قرأ الامام على وغيره الماءان، والتقاء ماء السماء أو الأرض ممتاز عند الله { عَلى أمْر قَد قُدر } حال قد قدَّره الله تعالى فى الأزل لا يزيد ولا ينقص، أو حال سوى كما كنت فى اللوح المحفوظ وخرج، ويقال: فار ماء الأرض وارتفع حتى لاقى ماء السماء، ويقال: على ماء الأرض سبعة عشر ذراعا، ونزل ماء السماء مكملا أربعين، ويقال ماء الأرض أكثر وله مقدار، وأن هذا معنى الآية، وقيل الأمر المقدور هلاك قوم نوح بالماء على عادة القرآن من ذكر الهلاك بعد القصص، وعلى متعلق بالتقى والاستعلاء مجازى، أو هى للتعليل، وفى كون الالتقاء على أمر قد قدر رد على قول المنجمين: ان الطوفان لاجتماع الكواكب السبعة فى برج مائى غير الزهرة، ولو اجتمعت مع السنة فيه لهلك العالم بالماء قبحهم الله عز وجل.