التفاسير

< >
عرض

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
-القمر

تيسير التفسير

{ تَجْري } على الماء أو بين الماءين، على أنها مسقفة مغلقة { بأعْيننا } بمرأى منا كناية عن الحفظ، وهذا أولى من تفسير بأوليائنا أو الأعين عيون الماء المذكورة فى قوله تعالى: " { وفجرنا الأرض عيوناً } "[القمر: 12] أى تجرى على ماء الأرض تحت ماء السماء، وقيل: الأعين الملائكة يحفظونها بأمر الله تعالى { جَزاءً } مفعول من أجله لمحذوف، أى فعلنا ذلك جزاء، ومن لم يشترط له اتحاد الفاعل أجاز أنه مفعول لأجله منصوب بتجرى { لمَنْ كانَ كُفِر } أى جحد، وهو نوح عليه السلام، فانه نعمة مكفورة أى غير مشكورة، فهم كذبوه وهو أفضل النعم، لأنه نعمة الاسلام الذى به خير الدنيا والآخرة، أو المراد كفر به فحذف الجار وانتصب الضمير كالمفعول به الصريح، فناب عن الفاعل، أى لم يؤمنوا به، وكان لتذكير الزمان الماضى الذى كفروا به، أو كفروا فيه نعمته، وقد قيل: انها زائدة، وعلى عدم الزيادة، ففى مجىء خبر جملة ماضوية مثبتة مجردة عن قد، كما أجازه البصريون.