التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ
٢
-القمر

تيسير التفسير

{ وإنْ يَروا آيةً يُعْرضوا } عن الايمان بها، والنكرة فى سياق الشرط تعم كما بعد النفى، فهم يعرضون عن كل آية مَّا من الآيات بعد انشقاق القمر { ويقُولوا سِحْر } هذا الذى تدعى أنه آية سحر، وهو القرآن، لأنه لا يزال ينزل عليه حتى يتم، ولذلك قال: { مُسْتمرّ } دائم وكذلك إن جعلنا الاشارة الى جنس ما يقول صلى الله عليه وسلم انه آية، وان كانت الاشارة الى أمر مخصوص يأتى صلى الله عليه وسلم به، فمعنى استمراره اطراد مثله منه، أو يشبه بعضه بعضا فى التخيل، ويجوز أن يكون مطاوع مره يمره بمعنى أحكمه كما قال: مررت الحبل أى أحكمته، فكان اسم فاعل لازما بمعنى قوى، لأن ثلاثيه متعد لواحد، ومن فسره بمحكم فقد فسره بالمعنى.
وقال الكسائى والقراء: معناه ذاهب، أى ذهابا عظيما عن قريب، فالاستفعال للمبالغة، منوا أنفسهم بذهابه
" { ويأبى الله إلاَّ أنْ يتم نوره ولو كره الكافرون } " [التوبة: 32] وكذا قيل: مستمر، شديد المرارة ضد الحلاوة، أى تكرهه عقولهم من مر اللازم بمعنى ضد حلا، والوجهان الأولان أنسب بحالهم، ولا يصح أن يقال: مستمر ذاهب الى جهة السماء، حتى بلغ القمر، وأثر فيه لبعده عن ظاهر الآية، ويحتاج الى تكلف لأن آية عام لكونه بعد أداة الشرط، وشق القمر خاص، وشقه قد وقع لا يلائم الشرط.