التفاسير

< >
عرض

تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
-القمر

تيسير التفسير

{ تنزعُ النَّاس } الجملة نعت ريحا، وهو أولى من كونها حالا، إذ الأصل أن لا يجىء الحال من النكرة، ولو كان لها مسوغ كنعتها بصرصر أو أولى من كونها مستأنفة، لأن الاستئناف فرع اذا أمكن الاتصال، ومعنى النزع قلعهم عما تمسكوا به من صخرة أو حفرة أو بيت، أو بعض عن بعض، كما روى أنه يمسك بعض بعضا فتقلعهم وتحطمهم.
{ كأَنَّهم أعْجازُ نَخْل } أسافلها الغليظة بالجذوع والعروق بقطع النظر عن سائر الجذوع والفروع، قطعت أو لم تقطع، ووجه الشبه الغلظ وزوال الحياة، وذلك بسقوطها عن مغارسها كما قال: { مُنْقَعر } منقلع ساقط، وقيل: قطعت الريح رءوسهم، وعليه فوجه الشبه ما ذكر مع قطع الأعلى، فالمراد بأعجاز جذوعها من أصلها، مع قطع غصونها، وفيه أنه لا دليل فى الآية على قطع الغصون، وبقاء سائر الجذع ولو ناسبه طولهم، ولا علىعدم القطع، وعلى كل حال التمثيل بالسقوط والغلظ والا فهم اغلظ من أعجاز النخل، وأطول من النخل، نعم، منهم من يكون كالنخلة على انتهائه، أو أصغر سنه، والنخل يذكر ويؤنث على قياس ما مفرده بالتاء، وذكرها للفاصلة، ولا يخفى أن به أعجاز النخل بعد النزع لا معه، فالجملة إما حال مقدرة، واما مفعول بمحذوف أى فتصيرهم كأنهم، أو فتجعلهم كأنهم، واختير الأول، ولو قدر تتركهم لكانت الجملة حالا مقارنة إذا لم نعمل نترك عمل علم.