التفاسير

< >
عرض

وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ
٣
-القمر

تيسير التفسير

{ وكذَّبُوا } برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به { واتبعُوا أهْواءهُم } ما تميل اليه أنفسهم الأمارة بالسوء، وهو بمعنى مفعول، ويجوز ابقاؤه على المعنى المصدرى، وقيل: كذبوا انشقاق القمر واتبعو أهواءهم، وقالوا: سحر القمر فانشق نصفين، أو سحر أعيننا فأرانا القمر منشقا ولم ينشق، ويرده أن العطف على يعرض، أو هو جواب الشرط، والشرط على صورة غير القطع، والشق مقطوع به، وقيل: العطف على " { اقتربت الساعة } " [القمر: 1] ووجهه ذمهم باتباع الهوى، مع أنها قد اقتربت، وفصل بينهما بذكر عنادهم بالآيات.
{ وكُلٌّ أمْر مُسْتقرُ } الجملة حال من واو اتبعوا، أو معطوفة على اتبعوا عطف قصة على أخرى، عطف أسمية على فعلية، والأول أولى، وحاصله أنهم اتبعوا أهواءهم، مع أن اتباع الهوى لا يزيل المقدور، وكل من أمره صلى الله عليه وسلم وأمرهم قد ثبت فى اللوح، وعلمه تعالى على وجه لا يتخلف، فذلك يثبت كونه محقا رسولا من الله عز وجل، ينصر فى الدنيا والآخرة، موفقا، وكونهم مبطلين مخذولين فى الدنيا والآخرة، أو ستظهر لكم عاقبة ذلك واقعة لغاية مؤجلة وقيل: { كل أمر مستقر } الخير مستقر بأهله فى الجنة، والشر مستقر بأهله فى النار، وقيل: يستقر قول المصدقين، وقول المكذبين، حين يشاهدون حقيقة الثواب والعقاب، وقيل: لكل حديث منتهى، وقيل: ما قدر فهو واقع لا بد، وقيل: ليس أمر محمد ذاهبا كما تقولون: بل ثابت.