التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٧
-القمر

تيسير التفسير

{ ولَقَد رَاودُه } عالجوا صرفه { عن ضيفه } عن منع ضيفه منهم، وطلبوا الفجور، والمراود بعضهم فقط، لكن رضى الباقون، ودلهم على الضيف من دل، وأمر من أمر { فَطَمَسْنا أعْيُنَهم } صيرنا مواضع أعينهم كالجبهة، هذا هو الظاهر، وأعميناهم، وعلى الوجهين لم يقدروا على طريق الخروج، فقادهم لوط حتى خرجوا، فعل الطمس بهم جبريل بجناحه ليلة عالجوا الباب فدخلوا، واسناد الطمس الى الله تعالى حقيقة باعتبار التأثير وهو المراد فى الآية، ولا حاجة الى دعوى أن الطمس المسح على أعينهم، فيكون الاسناد الى الله تعالى مجازا لعلاقة أنه الآمر، او أنه المؤثر، أو الطمس جعل أعينهم لا ترى الملائكة مع بقاء الملائكة على صورة البشر، ومع بقاء أعينهم غير عمى، وروى هذا عن ابن عباس، فالطمس مجازا كذا حقيقته جعلها كالجبهة، والاسناد حقيقة، وكذا اذا جعلنا الطمس بمعنى إخفاء الملائكة بردهم الى حالهم من الخفاء، مع بقاء أبصار القوم بلا عمى، ويدل على تصييرها كالجبهة، أو أعماءهم قوله تعالى:
{ فذوقُوا عَذابي ونُذُر } وأما اخفاء الملائكة عنهم بردهم الى حالهم، أو مع بقائهم على صور البشر، فلا عذاب لهم فيه إلا أن يتكلف أن انتفاء ادراك مرادهم تعذيب لهم، باغاظتهم، ومعنى ذوق النذر، ذوق أثر النذر، وهو ما ترتب على مخالفتهم للنذر، فالطمس عذابٌ، وأثر للنذر، والفاء عطفت محذوفا ناصبا للجملة بعدها، أى فطمسنا أعينهم فقلنا ذوقوا عذابى، والقائل جبريل، واسناد القول الى الله عز وجل مجازا، ولا قول هناك، بل دلالة حالهم من الطمس، وتوجه الارادة اليه فيكون مجازا وتمثيلا.