التفاسير

< >
عرض

سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
-القمر

تيسير التفسير

{ سَيُهْزم الجَمْع } الجميع المذكور وهو رد لقولهم: " { نحن جميع منتصر } " [القمر: 44] قال البخارى، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو فى قبة أى خيمة يوم بدر: " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن هلكت هذه العصبة لم تعبد بعد هذا اليوم أبدا فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربِّك، فخرج وهو في الدرع وهو يقول: { سيهزم الجمْع ويولُّون الدبر }" .
{ ويُولُّونَ الدُّبُر } يجعلون أدبارهم تالية للأعداء المسلمين، فراراً منهم والافراد للجنس، كما قرىء: ويولون الأدبار، أو الافراد لرعاية أن كل واحد يولى دبره، كقولك البسنا الأمير قميصا أى كل واحد منا، والافراد فى الوجهين يناسب الفاصلة، وكذا أن قلنا أفرد للاشارة الى أنهم كدبر واحد فى الهزيمة لا يبقى واحد، والآية اخبار بالغيب، وهى حجة بالغة، هزموا يوم بدر، والآية مكية وما فرض القتال إلا فى المدينة، وهو أمر خفى كما قال عمر رضى الله عنه يوم نزلت: أى جمع يهزم، ولما كان يوم بدر علمت أنه جمع الكفار، إذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يثبت فى درعه يقول: { سيهزم الجمع ويولون الدبر } والمراد سيهزمهم الله، كما قرىء: سيهزم الجمع بالبناء للفاعل، ونصب الجمع وكما قرىء سنهزم بالنون والبناء للفاعل ونصب الجمع، أو المراد سيهزمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قرىء بالتاء والبناء للفاعل، ونصب الجمع خطابا له صلى الله عليه وسلم.