التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٤٧
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
-القمر

تيسير التفسير

{ إنَّ المُجْرمين } من كل أمة أو أنكم يا كفار مكة، أو كفار العرب، ويلتحق بهم غيرهم، وأظهر ليصفهم بالاجرام، وعلى الأول تدخل كفار هذه الأمة بالأولى، لأن الكلام نزل فى شأنهم { في ضلال } فى هلاك، عبر به عن الهلاك، لأن الضلال فى الدين سببه وملزومه، أو بعد عن الحق فى الدنيا، ونار توقد يوم القيامة عليهم { وسُعُرٍ } نيران توقد، وذلك لأن الكلام قيل فى العذاب، ولقوله تعالى:
{ يَومَ يسْحبُون في النَّار عَلى وجُوهِهِم ذُوقُوا مَسَّ سَقَر } ولا سيما إن علقنا يوم بما تعلق به فى ضلال، وقد علقه بعض بمحذوف أى يعذبون يوم يسحبون، أو يهانون يوم يسحبون، أو بالقول المقدر الناصب لجملة ذوقوا الخ، أى يقال لهم: يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا الخ، قيل: يجوز تعليقه بذوقوا على معنى ذوقوا أيها المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم يسحب المجرمون من الأمم السابقة، فأنتم تساوونهم فى العذاب، كما ساويتموهم فى الكفر فى الدنيا، وهو ضعيف لأن حاصله أنه يقال لهم فى الدنيا: ذوقوا يوم القيامة ومس سقر ألم عذابها، وهو مجز لأن مسها سبب الألم وملزومه، والذوق فى مثل ذلك شائع كما يقال: وجد مس الحمى، وذاق طعم الضرب، أو شبه سقر بحيوان ورمز اليه بلازمه وهوالمس، أو شبه اتصالهم بهم بالمس، وسقر نار الآخرة، ويطلق أيضا على طبقة مخصوصة منها، وذلك من سقرته النار غيرته.