التفاسير

< >
عرض

حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ
٥
-القمر

تيسير التفسير

{ حِكْمةٌ } بدل من ما، بدل كل لا بدل اشتمال، لأن بدل الاشتمال مغاير للمبدل، وبينهما ملابسة بغير الجزئية والكلية، ولا يكفى فى بدل الاشتمال اشتمال ما فيه مزدجر على الحكمة، لأن هذا الاشتمال لغوى لا اصطلاحى، وأجيز أنه خبر لمحذوف أى هذا المذكور من ارسال الرسل، وايضاح الدليل، والإنذار لمن مضى، ومما فى الأنباء، ومن اقتراب الساعة، والأصل عدم الحذف { بالغةٌ } واصلة غاية الإحكام والاتقان، لا خلل فيها، وقد يجوز أن يكون المعنى: واصلة الى قومك.
{ فَما تُغْني النُّذر } عطف على الجملة قبله، وما نافية لا تغنى عنهم شيئا من العذاب، لأنهم لم يؤمنوا فلم يكف عنهم العذاب، أو استفهامية انكارية مفعول مطلق، أى أى اغناء تغنى النذر، أو مفعول مقدم، أى أى ضر تغنى النذر، اى تدفع، ولا يجوز أن تكون مبتدأ والرابط محذوف أى تغنيه، إذ لا يجوز فى الفصيح: زيد أكرمت، أى أكرمته، والنذر جمع نذير بمعنى منذر، أو جمع نذير بمعنى انذار، إلا أن الأصل فى المصدر أن لا يجمع ولا يثنى، والجواب أنه يجمع تنبيها على الأنواع، كالانذار بالآيات المتلوة، والآيات التكوينية، والوعيد، وفى كل من ذلك أصناف، ولا يجوز أن يكون اسم مصدر، أى الانذار لأنه مذكر، والفعل مقرون بتاء التأنيث، والتأويل بالنذارة تكلف بلا داع.