التفاسير

< >
عرض

فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
٥٥
-القمر

تيسير التفسير

{ في مقْعدِ صِدقٍ } خبر ثان وهو اسم مكان، والمعنى مكان مرضى استعمل الصدق فى لازمه وهو الرضا لأن الصدق محبوب مرضى، كأنه قيل: فى مقعد الرضا أو الصدق، استعارة للرضا بجامع الحب، أو المراد صدق المبشر به وهو الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو أضيف للصدق لأنه ينال بالصدق فى النية، والقول والعمل، والاضافة تصح لأدنى ملابسة، وعن جعفر الصادق: مدح المكان بالصدق ولأنه لا يقعد فيه إلا أهل الصدق، وأفرد المقعد لارادة الجنس، واضافته للمصدر، فهو فى معنى الجمع، كما قرأ عثمان البتى: فى مقاعد صدق بصيغة الجمع { عِنْدَ مَليكٍ } خبر ثالث، والمليك من أوزان المبالغة كفعول بفتح الفاء، وفعال بالفتح والشد { مُقْتدرٍ } عظيم القدرة.
قال سعيد بن المسيب: دخلت المسجد وإنى ارى أنى أصبحت فاذا على ليل طويل، وليس فيه أحد غيرى، فنمت فسمعت حركة خلفى ففزعت فقال: اللهم انك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون، ثم سل ما بَدا لَكَ، قال: فما سألت الله شيئا إلاّ استجاب لى، وأنا أقول: اللهم إنَّك مليكٌ مقتدر ما تشاء من أمر يكون هب لى بفضلك ما أنت به عليم عن مقاصده كلها، ولا يخفى عنك شىء.