التفاسير

< >
عرض

ٱلرَّحْمَـٰنُ
١
عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ
٢
-الرحمن

تيسير التفسير

تعليمه أفضل النعم لاشتماله على التوحيد الذى هو الأَصل، وعلى الأَحكام الشرعية والكتب المتقدمة والوعظ والتذكير بأَخبار الأُمم، وإِسناد التعليم إِلى الرحمن إِشعار بأَن القرآن من آثار الرحمة الواسعة ولم يعد التعليم إِلى مفعول أول لعدم تعلق المقام به، لأَنه للامتنان بالتعليم لا لذكر من يعلمه القرآن، ولو ذكر لقيل الرحمن علم الإِنسان القرآن، أى صير الإِنسان عالما القرآن كقوله تعالى: { { عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق: 5] والإِنسان يتصف بالعلم، فهو فاعل فى المعنى فهو المفعول الأَول كما هو القاعدة فى باب أعطى ولا مانع من تقديره كما ذكر فى علم الإنسان وهو الإِنسان، وقدره بعض: علم محمداً القرآن، وهو حسن، والأَول أولى لعمومه ولذكره فى الآية الأُخرى، وقيل علمه الملائكة المقربين أو إِسرافيل وجبريل، ولا نسلم أنه علمهم القرآن ولو كتبه إِسرافيل من اللوح وأتى به جبريل - عليه السلام - شيئا فشيئا إِلى النبى - صلى الله عليه وسلم - لأَنهم لا يظهر أنه يحفظونه ويدرسونه، بل خص به الثقلان، وقد ذكر أنهم حريصون عليه ولم يؤتوه، والمراد تعليم ألفاظه لأَجل معانيها والتعبد بقراءتها وهذا أولى من قول بعض: المراد تعليم معانيه، وقيل: المعنى يسر القرآن للحفظ والتلاوة مع أنه أفضل وحى وأعلى الكتب والحاكم عليها، والسورة لذكر تعدد النعم، فقدم ذكر تعليم القرآن لأَن المكلف يعلمه ويحفظه ويعمل به وعقب ذكر الإِنسان بذكر تعليم البيان ليميزه عن سائر الحيوان.