التفاسير

< >
عرض

وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
١٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٦
-الرحمن

تيسير التفسير

{ وَخَلَقَ الْجَانَّ } أبا الجن وهو إبليس عند الحسن، فهو مخلوق من النار بنفسه كما هو ظاهر قوله خلقتنى من نار لا بواسطة، كما أن آدم خلق من التراب بنفسه لا بواسطة. وقال مجاهد هو أبو الجن وإِبليس من ذريته فهو مخلوق من النار بالواسطة، كما أن بنى آدم خلقوا من التراب بالواسطة، كانوا مطيعين فى الأَرض ويطلعون إِلى السماء ليلقوا الملائكة ثم عصوا فقاتلتهم الملائكة، وسبى الملائكة إِبليس طفلا، وقيل الجان الجن كلهم، خلق أولهم من النار وتوالدوا منه، فهم منها بالواسطة سواء قلنا: إِن ذلك الأَب غير إبليس أو إِبليس.
{ مِنْ مَارِجٍ } لهب مختلط بدخان أسود أو بخضرة وصفرة وحمرة كما روى عن مجاهد، كما يقال مرجت العهود. وقيل عن ابن عباس: لهب خالص لا دخان فيه فهو من الأَضداد { مِنْ نَّارٍ } نعت مارج ومن للتبعيض أى بعض مطلق النار أو للبيان أى هو نار مخصوصة، وزعمت طائفة من الكفار أن الجن نفوس مجردة عن المادة { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا } نعمه من خلقه لكم وتضاعيف خلقكم وسوابغ النعم فيه من قوة بدن وعقل وتحسين الشكل { تُكَذِّبَانِ } بإِثبات ألف تكذبان فى بعض نسخ المغاربة وبحذفها فى بعض على القاعدة، وكذا فى جميع السورة.